على أسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء أنا مصر عندى أحب وأجمل الأشياء بحبها وهى مالكة الأرض شرق وغرب بحبها وهى مرمية أسيرة حرب بحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء.
من منا ينسى هذه الملحمة الخالدة فى حب مصر , من منا لا تتحرك بداخله كل مشاعر حماسة والوطنية حينما تتردد على مسامعه حروف وكلمات هذه القصيدة الرائعة , من منا لا تتساقط دموعه بينما يرى كل هذا الحب لهذه الأرض التى تستحق منا أكثر من مجرد قصائد وأشعار تتناقلها الألسنة بضع لحظات ثم يغنى بعدها كل على ليلاه , فقير مصر يزداد فقرا , وأثرياؤها يزدادون تكويشا وتكريشا , وعاطلها يزداد خمولا , ومرتشيها يزداد سلبا ونهبا.
فهل هذا هو الوطن الذى كنا نحلم به , هل هذه هى الأرض التى كان يحكى لنا عنها الآباء والأجداد قصصا وحكايات , هل هذه هى مصر الفراعنة القوية , هل هى مصر عبد الناصر القومية , أم هل هى مصر السادات الحربية , أم هى مصر هذا العصر فاقدة الهوية.
نعم هذه هى مصر هذا الزمان بلا هوية وبلا عنوان مادام سادتها الأجلاء يسوقون للخليج أينائها وللغرب علمائها حتى أوشكت أن تصبح دولة بلا علماء وحتى بلا أبناء
تاركين مصير هذا الوطن بين عبث العابثين وتواطؤ المتخاذلين وأفكار المسطحين متباهين بما حققه أباطرتهم الميامين من إنجازات وفتوحات هم أنفسهم لم يسمعون عنها ولكن التليفزيون يبث والإذاعة تنقل والصحافة تكتب وتنشر ونحن نصفق ونصفق على هذا العصر الذهبى الذى لن نرى له مثيلا .
عصر مفكرى مصر الذين غزوا العالم , ومنتجاتها التى لم تستطع لا صين ولا يابان الوقوف أمام جودتها , عصر الفيضان المالى الذى جلب علينا نقمة فقراء واشنطن وبؤساء لندن ومتشردى باريس , بعد أن أصبحنا ننام على أسرة من الدولارات ووسائد من الأسترلينى .
مصر القوية يا سادة ليست فى الحقيقة كذلك الأسد المصرى الشرس تكسرت أنيابه فتلاعبت بشواربه الفئران وتطاول على كرامته الصغار , مصر القومية صار سادتها يتنصلون من كل ما يعكر صفو معاليهم من هموم عالمهم العربى والتى أصبحت أكثر من الهم على القلب فيرون مجازر غزة وانفجارات بغداد وانقسامات السودان فيخرج عليك هذا ليشجب وهذا ليستنكر وذاك ليدين , مصر التضحية لا يمكن أن تكون على هذا الحال بحيث يشعر أبناؤها بأن واجبهم الوطنى فى حمايتها ما هو إلا عبء يثقل كواهلهم ويقيمون الأفراح والليالى الملاح ابتهالا وابتهاجا بنجاتهم سالمين من هذا الكابوس المزعج .
فهل هذه هى مصر؟؟؟
قطعا ليست هذه هى مصر ولن تكون أبدا كذلك , مصر التى كرمها الله من فوق سبع سماوات لا يمكن أن تهان وتهون إلى هذا الحد , مصر قبلة العلماء لا يمكن أن يهان بها العلم بهذه الطريقة , مصر الأبية لا يمكن أن تذل كرامتها إلى هذا المستوى , مصر الغالية يستحيل أن يفكر أبناؤها بمقايضتها ولو بملء الأرض أموالا , مصر القومية لا تتأخر عن عروبتها ولو على حسابها كما هو متعود منها , مصر التضحية لا يتأخر أبناؤها عن فدائها بأرواحهم , وأخيرا مصر هبة النيل لا يمكن أن يجف ماؤها وتغلق أبوابها فى وجه أبنائها وتصير خيراتها لغيرهم .
إذا كنا نتحسر على مصر فى هذا الوضع فماذا فعلنا للتغيير ؟؟؟؟
نمنا واستغرقنا فى سباتنا وأخدتنا هموم الحياة , أم تكدسنا فى عبارات الموت هروبا من جحيم هذه الأرض وطرنا للآخر وتركنا مصر لما هى فيه احساسا منا بأن هناك مستقبلا أفضل لنا ولأولادنا خارج الحدود , فهل هذه هى مبررات لأن يترك كل من هو ناقم على أوضاع بلاده وطنه , هل ضاق صدر هذا الوطن إلى الحد الذى جعله لا يستوعب حتى أبنائه , ثم لماذا لا نصنع هذا المستقبل هنا فى بلادنا التى هى أولى بنا من أى مكان آخر .
إذا لم تكن نهضة الأرض بأيدى أبنائها فبماذا ستكون؟!!!!
يا أبناء مصر لا تنتظروا تقدما لهذا الوطن أبناؤه ليسوا شريكا أساسيا فيه فإن تقدم الأوطان لا يمكن أن يأتى إلا بسواعد أبنائها , لا تنتظروا الفجر حتى تبدأوا العمل لنعمل من الآن ولنصنع فجراً أفضل لنا ولأبنائنا , لنصنع صورة أجمل لهذه الأرض التى أعطتنا الكثير
فمصر تستحق منا أكثر من مجرد كلمات .....
فمصر تستحق منا أكثر من مجرد كلمات .....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق