الأحد، 5 ديسمبر 2010

للفقراء فقط



الناس فى دنيا الغلابة شكل أخر وعالم أخر له فلسفته الخاصة وملامحه الخاصة على الرغم من ظروفهم المتعثرة وأحوالهم التى لا ترضى عدوا ولا حبيب إلا أنك لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تجد البسمة تفارق وجوههم تستطيع التعرف عليهم بسهولة من التجاعيد اللى تغطى ملامح أطفالهم الصغار من القلب الأبيض الذى لا يعرف الغش له طريقا من البسمة التى يحدوها الأمل فى غد أفضل لوحة طبيعية لا يستطيع أعظم رسام أن يكشف مكنونها بريشته لوحة لا تراها إلا فقط وحصريا فى عالم الغلابة تجد للواحد منهم أبناء بجميع مراحل التعليم وهو بالكاد يتحصل عى رزق يومه ورغم ذلك تجده يغطى تكاليف الجميع ويوفر لهم كافة احتياجاتهم تسأله كيف على الرغم من فقرك الفاحش وظروفك البائسة استطعت أن تفعل كل ذلك يجيبك وابتسامة الرضا تملأ عينيه الرازق موجود_ بتتدبر_ أليس الذى يرزق الدودة فى باطن الأرض والطيور فى أعشاشها بقادر على أن يرزق معدوما مثلى تساله مره أخرى لو رزقت مالا وفيرا ماذا يمكن أن تفعل به يبادرك قائلا "فى عالمنا لا مجال للاحلام "فمثلنا لا يتمادى كثيرا فى أحلامه حتى لا يستيقظ ليجدها محطمة على صخرة الواقع فمثلنا لو حلمناذات مرة بأحدى أكلات الأغنياء التى لا نراها إلا فى أحلامنا لا تستبعد أن نصاب بعسر هضم أثناء الحلم يستلزم على إثره غسيل معدة فورى لطرد هذا الشئ الغريب الذى اخترقها ومعدتنا التى كانت تبتلع الزلط تعرف طريقها للمرض وبسمتنا تعرف طريقها للنكد وتذهب البركة من رزقنا _نحن هكذا أفضل_ تتعجب متسائلا هل يوجد فعلا فى عالمنا هذا عقولا بهذا التفكير هل يجد فى هذا العالم شخص يستطيع أن يقول للمال لا وهو غير نادم وغير متردد هل يوجد عاقل يفعل ذلك فى زمن يمكن للواحد فيه أن يبيع أخيه من أجل ما هو أقل من ذلك تجد الأجابة دائما فى وجوه هؤلاء البؤساء القانعين فى البسمة التى لا تفارقهم فى أصعب الظروف فى المرض الذى لا يعرف لجسدهم طريقا فى المعدة التى تبتلع الحديد صفقة لا يقدر على ثمنها أغنى أهل الأرض بماله ومعادلة صعب أن يفك ألغازها أعظم عالم بعبقريته
معادلة....................للفقراء فقط



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق